ربما قد سمعتم بأن الاربعه هو رقم مشؤوم في الثقافات الاسيويه، واقصد بذلك الصين واليابان وكوريا. لاتستغرب ان كنت في هونغ كونغ ولم تجد زر الطابق الرابع موجوداً في مصعد فندقك. في سنغافوره حيث تعيش غالبية صينيه يغير بعض مُصنّعي السيارات اسماء موديلات سياراتهم ان كانت تحتوي على الرقم اربعه.
في مكون الثقافة العربيه وان كان ليس هناك تشاؤم من هذا الرقم، الا انه رقم النحس الرئيسي في هذه الثقافة، لماذا؟ لأن اكبر الشرور التي تنخر عالمنا العربي برأيي اربعه. هذه الشرور تقف في طريق مستقبل الامم العربية كلها، لا تستثني اي بلد منها ولا اي مجتمع فيها. هذه الشرور تقف العائق الاكبر لتطورنا الاجتماعي والاقتصادي والعلمي وهي الخطر المدمر لأي امل لأجيال هذه الاوطان.
هذه هي:
الشر الاول: ثقافة الفساد
ربما يكون ابو الشرور كلها في بلادنا فبسببه تكونت الشرور اللاحقه. نراه يقطع الفرص على من لديه امل ويعطل الحراك الاقتصادي للمجتمع حتى غدا التاجر ورجل الاعمال لدينا ليس سوى راشي ومُفسد وصاحب سطوة ونفوذ وواسطه.
الشر الثاني: ثقافة الاستبداد.
قبل ان تكون هناك ديموقراطيه وقبل ان يتحدث الناس عن حرية التعبير يجب ان نتخلص من هذا الشر اولاً، الكل مستبد برأيه في شرقنا العربي ومن لايوافقنا رأيي فهو عدوي. المستبد عندنا ليس الحاكم بل كل من لديه سلطة يستبد من الشرطي الى القاضي من المدرس الى الاب في بيته.
الشر الثالث: ثقافة الغلو في الدين.
ما معنى عبارة” سماحة الاسلام”؟ السماحه تعني التسامح وتقبل الاخر بصدر رحب. حتى لو كان الاخر مختلفاً. ان عكس ذلك هو التعصب اي عدم التسامح. وهذا السائد لدينا. جماعات وجماعات لاتنتهى من الغلاة في الدين، كلما ظهر احد منهم حتى خرج الينا من هو العن واشد. لايعرف اي منهم مامعنى السماحة ولا التسامح. كلهم مكفرون مشددون ومغالون في دينٍ بُني على الوسطيه. الدين عند هذه الجماعات ليس دينا بقدر ما هو ايدولوجيه عنصريه مبنيه على عامل الكراهية وليس على المحبه. مايبنى على باطل فهو باطل، فيستحيل ان يوجد مؤمن يمتلىء قلبه حقداً وغلاً على الغير. يستحيل ان يكون احد من هؤلاء الغلاة مؤمنً بالله. انهم مؤمنين بأيدولوجيتهم، وليس بربهم.
الشر الرابع: الطائفيه والقبليه.
ان مايثير السخريه هو تفاخر العرب بذلك. هل رأيتم امة قامت بنهضة علمية بناء على قبليه. القبليه والطائفيه هي مرحلة بدائيه في نشأة المُجتمعات. القبليه والطائفيه عبارة عن عصبيه وعنصريه. يكره من يتبعها الطائفة الاخرى، ويكره القبلية الاخري. ورغم ذلك فهو متعصب لعشيرته ضد عشيرة اخرى من قبيلته. فالننظر الى النتائج الكارثيه لهذا الشر في اليمن، في لبنان، في العراق، في ليبيا، ولنفكر.
حفظكم ربي من كل هذه الشرور.