Saturday, November 1, 2014

احسن شوارع واسوأ سواقيين


لدينا في دبي احسن الشوارع والطرق، ولدينا كذلك اسوأ سواقيين.

رغم ان الشوارع متازه الا ان حوادثها مُرعبه وقاتله، كم من مآسي وكم خسارة لعزيز وصديق على هذه الطرق. يكاد لايخلوا اسبوع من قصة رعب لقي ضحايها حتفهم في حادثة سير. لماذا؟

 انها ازمه فعلاً ، ولكنها ازمة في نوع السائقين وتصرفاتهم وليس في الشوارع والبنيه التحتيه.

المشكله مع هؤلاء السواق اخلاقيه ونفسيه، انعدام الخلق والادب، تهور مصحوب بانفلات وجهل او تجاهل. وهذا لايقتصر علي جنسيه واحده بل الاغلبيه هم كذلك. لا تنفع معهم رادارات ضبط السرعه ولا الغرامات الماليه العاليه. ان احسن وصف لحالة القياده في دبي هي في هذه الكلمات الثلاث:
 عدوانيه، عدم التوقع، التهور. 

هذه بعض الظواهر المآلوفة جداً في شوارعنا:

 تقود في احد شوارعنا السريعه مثل شارع الشيخ زايد او شارع محمد بن زايد تحس وكأنك دخلت في حلبة سباق ولكن الفرق ان المتنافسين هم من المتهورين، السيارات ملتصقة على بعد انشات قليله بين مقدمة سيارة ومؤخرة اخري وكلاهما على سرعة ١٢٠ كم في الساعه! 

تغيير المسار الغير متوقع وبدون اي سبب. ان من خصوصيات سائقينا عدم الاكتراث بالمسارات وربما اكثرهم لايعرف اهمية هذه الخطوط لسلامتهم فتجد الواحد منهم يقفز من مسار الي اخر لأي سبب و حتى بدون سبب وبصورة عشوائيه . يكمن السر هنا في مهاراته العجيبه وقدرته على تغيير مساره في اللحظة التي لايتوقعها منه الاخرين. هذا هو اكبر مسبب للحوادث عندنا.

كتف الشارع متوفر للسيارات التي تتعطل، صحيح! اليس كذلك؟ هذا ما يعرفه جميع الناس في العالم، ولكن ليس عندنا. اذا تعطلت سيارتك واضطررت لإيقافها على كتف الشارع فاخرج منها وانتظر في مكان آمن بين حواجز الشارع المعدنيه حتى تأتيك المساعده. كثير من الحوادث تحدث عندما يقرر احد سواقنا الكرام المنفعلين العدوانيين ان يستخدم كتف الشارع للتجاوز فيتفاجىء بسيارتك المتعطله ويصطدم بها. كثير من الضحايا لقوا نحبهم هكذا بما فيهم رجال شرطة المرور.

السيارات المضللة النوافذ هي مخاطر اخرى، ففي هذه السيارات لايقدر السائق في الليل ان يعتمد على انوار الشارع ليرى السيارات الاخرى، ولكن هذا لايمنع من ممارسة هوايته في تغيير المسار بصورة غير متوقعه. من ناحية اخري يتأخر السواق الاخرون في إضاءة انوار سياراتهم على اعتبار انهم مازالوا يستطيعون الرؤيه ولكنهم ينسون ان اصحاب هذه السيارات المضضلة النوافذ كالاعشى الذي لايرى في الليل.

المخبول الذي يظن انه يقود مكوك ابرة خياطه بين السيارات، فهو وكأنه تحت تأثير نوع من المخدرات، انه يظن نفسه يسبح او ربما يتهادى كالنسمة بين السيارات يمينا ثم شمالا ثم يمينا وهكذا… وكأن الشارع له وحده فقط.

يلتصق بك سائق من الخلف تاركا بضعة انشات فقط بينه وبينك، ثم يبدأ بالفلاش بأنوار سيارته من خلفك حتى يعميك، انه غاضب يريدك ان تزيح عن طريقه، مع العلم انك تقود في الحد الاقصى للسرعه وعلى يمينك سيارات اخرى. في اوروبا وامريكا هذا التصرف ويسمى ( تاغنغ) يؤدي الى القاء القبض على السائق ووضعه في الكلبشات.

السياره التي تتجاوزك طائرة بسرعه ثم يكسر عليك سائقها فجأة داخلاً في مسارك يكاد ان يخبطك بؤخرة سيارته قبل ان يتقدم لمسافة آمنه.. تضطر هنا لوضع قدمك على كابح السرعه لتفادي الاصطدام به ومن يعلم مالذي سيحدث خاصة ان خلفك احد هؤلاء الذين يتركون انشات قليله بينهم وسيارتك.

الاشاره، كما نعرف لتحذير السائقين الاخرين بأنك تنوى الالتفاف وتكون قبل الفعل. ولكن عندنا الاشاره والالتفاف يحدثان في نفس الوقت. المهم ان السائق ادى الواجب والحمدلله.

الالتزام بالمسار في الدوار معدوم، حاول ان تنتظر و تدخل الدوار لوحدك حتى لا تتعرض لأحد هؤلاء الذين لا يعرفون سبب وضع مسارات على الدورات.

هناك ظاهرة المبحلقين. عندما يحدث حادث في شارع ما، يبطء السير في الاتجاه المقابل لأن السواق في الجهة الاخرى يريدون ان يتفرجوا. وكثيراً ما يتسبب هذا السلوك الشاذ بحادث اخر في الجهة المقابله.

اثناء دخولي لشارع سريع رئيسي التصق بي ماكرو باص، لم يترك الا مسافة قليله لا ادري لماذا، بعد ان دخلت الشارع ظل ملتصقا بهذه الصوره فقررت ان اخفف سرعتي حتى يتجاوزني ويتوكل، وهنا تجاوزني فعلاً ولكن بمجرد ان عدى سيارتي حتى اضاء اشارته اليسار ودخل مباشرة في محطة الوقود. كان بإمكانه الانتظار لعشرة ثواني وستكون المحطه على يساره تلقائيا.

باختصار ان علاج هذه المشكله لن يتم بالاهتمام بمخالفات الوقوف الخطأ وغرامات السرعه وكسر الاشاره الحمراء، بالطبع هذه مهمه ولكن سنقلل من الحوادث المميته ونجعل شوارعنا آمنه بمراقبة هذه التصرفات ووضع عقوبات ملائمه من ضمنها سحب رخصة السواقه بشكل مؤقت او دائم عند التكرار. 


No comments:

Post a Comment