Friday, October 31, 2014

الاعتقادات والافكار



على حوض السباحة، وبينما تراقبان اطفالهما جلستا هاتان السيدتان تتحدثان. مالذي شدني الى تصويرهما في هذه اللقطه انهما لم تمانعان الفروق الدينيه ولا الثقافيه ولا الاعتقاد بينهما واستغرقتا في تجاذب اطراف الحديث.

ان يكون الانسان متدينا او متحرراً، متطرفاً او معتدلاً، يسارياً ام يمينياً، شيوعياً ام رأسمالياً، قومياً ام سلفياً.. او ان يؤمن بمذهب او يعتقد بدين ففي النهاية هذه كلها افكار فقط. الاعتقادات جميعها ليست الا افكار. الافكار تعني اعتقادات، والاعتقادات تعني "الاشياء" التي يظنها الفرد انها حقيقة. 

 "الاشياء" هذه لم تثبت علمياً او يستحيل اثباتها علمياً او منطقياً، لذا تظل في عالم الافكار وليس في عالم الحقائق المؤكده. 

الجاذبيه ليست فكره بل حقيقه مثبته. العلم اثبت وجود الجاذبيه كما اثبت ان الارض تدور حول الشمس. الجاذيبه اذاً ليست اعتقاداً او ظناً مثل الافكار السياسيه والعقائديه والايدولوجيات والمذاهب المختلفه. فالاخيره عباره عن آراء، وكونها كذلك فهي تحتمل الخطأ كما تحتمل ايضاً الصواب.

لِمَ يقتل انسانٌ اخيه الانسانُ لمجردَ فِكره؟
لِمَ نختلفُ مِن اجَل رآي؟ 
لِمَ يُحارب البشرُ بعضهم بعضاً ويكره بعضهم بعضاً لظنون او افكار غير مثبته علميا بعد؟


الافكار خواطر ايضاً …وهذه احدها.

No comments:

Post a Comment